هل تذكرين حبيبتي تلك الليلة التي أطلت علينا الشمس فيها ونحن مانزال نتجاذب أطراف الحدين؟!!! هل تذكرين عندما البستيني تاج الملك وتصبتيني على عرش حبك؟!!! هل تذكرين ذلك الأحتراق الذي كنا نعاني منه وننتحب حسرة من طول الشقة وبعد المسافات التي تفصل اوطاننا هل تذكرين؟!!! هل تذكرين أمانينا التي اشهدنا عليها خيوط الشمس وتلك الايمان التي اقسمناها بأن لا ينفك كل منا عن الأخر هل تذكرين؟!! هل تذكرين رائحة ذلك الصقيع الذي من كثر ما اشبعتيه وصفاً إستشعرته أناملي هل تذكرين؟!!! هل تذكرين آفاق القاء المنتظر فيما بيننا هل تذكرين؟!!!! من هنا وبعد كل هذه الأسئلة التي لا اعتقد بأنها ستجد اجابة اود ان اسرد على ناظريك هذه القصة، لقد اصبحت ان اتخيل قضابين سكة الحديد المؤدية الى مدينتك وذلك القطار العتيق وهو يخرج محدث زوبهة من الدخان اثناء خروجه من بين اغصان الغابة مع ظهور خيوط الشمس الأولى لقد تخيلتني وانا اقف في انتظاره على حافة رصيف المحطة ممسك بحقيبة سفري التي لم اغيرها من وقت بعيد لأنها تذكرني امي!!! تلك الحقيبة المزركشه ببعض المربعات وموشحة بحزامين ضمانة بأن لا تنفتح اقفالها أثناء السفر، امسك بها وعلى ساعد يدي الاخرى احمل معطفي وفي كفي كتاب المجموعة الكاملة لأجمل ما كتب الراحل الكبير الشاعر والأديب وسفير الحب نزار قباني اتصفحه بين الفينة والأخرى لأنتقي لك منه اعذب الأبيات لأنشهدها لك عندما يحين القاء،لقد تخيلتني حبيبتي هناك وانا احمل حلمنا الكبير الذي بدأ بالسعودية وأنتهى في قلبك، اطوف فيه مروراً بمدينتك وبلدك، في تلك الساعة حبيبتي وانا انظر للخضرة وهي تحيطني كخاتم احاط في اصبع عروسن وانظر الى قطرات الندى وهي تنسل كدموع الطفولة فوق أوراق الأشجار، تتصاعد نبضات قلبي لأن ذلك المنظر لا ينقصة إلا وجهك الجميل، اعلل قلبي الذي اصبح يعد علي أنفاسي بأن لقاء من سكنة سويداءه اصبح قاب قوسين أو ادنى، وماهي إلا لحظات واستقل القطار ذاهب إليك تتسارع دقات قلبي كلما دارت عجلاته ويخيل إللي بأن قلبي هو من يعطيه الطاقة لكي يدور!!! اتخيلك حبيبتي وأنت في انتظاري في محطة الوصول وبيدك باقة من الورد تحية منك لي عند القاء، وماهي إلا لحظات ويتوقف القطار وتشرع الأبواب واتسلل من بين الركاب جرياً بين جموع المستقبلين أبحث عنك، أشاهدك على بعد خطوات وانطلق وانا فاتح ذراعي وكأنما اود أن اطير لأتلقفك إلى صدري لتذيبي عن قلبي ذلك الجليد من الأحزان التي تراكمت لفقدك، ابكي وأنا احتضنك كطفل فقد أمه في معترك الحياة أنظر إلى عينيك وهي تشع نوراً كبزوغ شمس لفجر جديد، اقبل جبينك وتتعالى منا الضحكات كاضحكات لأطفال يوم العيد، اتحسس ملامحك كاتحسس شيخ افقده الكبر ناظريه واصبح يتحسس أبناءه من خلال انامله ليتعرف إلى شخوصهم، اسير وأنا اتأبطك عبر طرقات المدينة تتقافز احلامنا طرباً بين ايدينا ونغوص في ذواتنا إلى ان يصل كل منا إلى المجهول في الأخر ونعود بعد تلك الرحلة ونحن محملين بدرر الحب المترسبة في اعماقنا لنباهي بها اهل العشق في سوق الحياة، لقد تخيلت نفسي وانا أعيش معك إلى ملا يحده سوى الموت، وعند هذه النقطة المؤلمة أستفقت من نومي بعد ان عشت تفاصيل ذلك الحلم الجميل، لأجدني حبيس ذلك الكوخ الحزين الذي لا تجاورني فيه سوى بيوت العنكبوت وبقايا من طعام لأناس رحلوا عن هذه الحياة واصبحوا في عداد الأموات، عندها علمت أنني لم اكن سوى شخص نائما ويحلم، فقاتل الله الأحلم لأنه اشياء لاتتحقق، في تلك الحظة من عمر الزمن أدركت بأنك لن تعودي وأنه قد وصل بي الجنون إلى ما يوصف بتهيئات. فوداعا ياأغلى أحلامي.