[size=16]لحظات الإيمان
- بينما هو جالس ذات ليلة من الليالي مع نفسه لا يوجد معه غير القرآن العظيم أنيساً، والله يشهد عليه أنه لصادق، وفي لحظة حولت مجرى حياته من الشك والأوهام ومحت صور الكنيسة والخزعبلات العالقة في ذهنه إلى إيمان صادق ويقين عقلي، لقد شهد على نفسه والله يشهد عليه من قبله «انه قد آمن بوجود الله وتوحيده بأن الله واحد لا شريك له في الكون سبحانه وتعالى».
- يقول لامان: كانت الحجرة التي أجلس بها مغلقة والليل أرسى سكونه وأنا وحيد لم يكن معي إلا الله، اتجه إحساسي في هذه اللحظة نحو الاعتراف بوجود الله سبحانه وتعالى مع نفسي وأخذ قلمي يتجه ناحية أوراقي وبه كلمات من نور وأخذ يكتب:
- «اشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً رسول الله»
- بعدها أخذت تنهيدة طويلة النفس، ثم استراحت جوارحي وهمدت أنفاسي، وقمت بالتوقيع أسفل الشهادتين على الورقة التي أضاءت لي طريق الهداية وكان الله شهيداً على ذلك.
"اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
(سورة البقرة الآية 257)
أثر ذلك على أصدقائه:
- من بين أصدقائه كان له صديق مسلم عربي من تونس، ولكن صداقته به جاءت متأخرة، وجاءت أثناء البحث عن الصراط المستقيم، فعندما علم هذا الصديق التونسي بما حدث من «لامان» مع نفسه ومع ربه أخذ يكبر ويهلل ويحمد الله أن مَنَّ على صديقه بالهداية واحتضنه، وبدأ يصطحبه الى المساجد بداية من أول صلاة جمعة وكانت أول صلاة له يصليها داخل المسجد هو وصديقه هذا، بعدها سرى الإيمان في قلبه، ولم يعد يترك صلاة داخل المسجد وربما كانت أغلب الأوقات يصليها مع هذا الصديق في البداية.
إشهار إسلامه علانية
- بعد أن مَنَّ الله عليه بالإسلام بينه وبين ربه، وبعد معرفة أصدقائه بما حدث منه، أراد ان يكون إشهار إسلامه علانية، وبمساعدة صديقه التونسي والذي جاء به الى مجموعة من أصدقائه واصطحبوه جميعا الى أحد المراكز الإسلامية وتم إشهار إسلامه رسمياً، ودون اسمه ضمن المهتدين الجدد للإسلام بهذا المركز بلندن. ومن ثم نال شهادة إشهار الإسلام.
أثر الصلاة في نفس لامان
- الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، بحيث انها تنمي الإسلام لدى المهتدين فأول ما يفعله المسلم الجديد بعد هدايته إقامة الصلاة وعليها تنمو زيادة الإيمان لدى المهتدي، من خلال الحفاظ عليها وتأديتها في أوقاتها، وقد كان لها الأثر العظيم في نفس «لامان» من حيث أنها أسبغت عليه أخلاقيات الإسلام وبها أصبح مراقباً لربه سبحانه وتعالى، ووجد نفسه التي كانت ضائعة، لما رأى تحقيق الهدف الذي خلق من أجله في هذه الفريضة، وابتغاء مرضاة الله تعالى في كل شيء
"تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ " (سورة الفتح الآية 29)
فمن خلال الصلاة استطاع «لامان» التغلب على هفوات نفسه ونزواتها، وطرأ على حياته تغيراً جذريّاً بفضل التمسك بالصلاة وبات من الذين يؤمنون بربهم حق الإيمان مُنقادا لأمر الله «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين».
الجديد الذي طرأ على حياة لامان بعد الهداية:
- هناك عوامل عدة طرأت على حياة «لامان» بعد الهداية» اجتماعياً ودينياً وعملياً:
- اجتماعياً: تحولت حياته جذرياً من حيث الانعزال عن حياة الترف واللعب والإباحيات التي يقرها المجتمع الغربي في صورة الحرية.
- دينياً: أصبحت حياة ثمينة ورسم لها أهدافا يجب تحقيقها، وأول هذه الأهداف «هي عبادة الله» حيث انه الهدف الأسمى الذي خلق الإنسان من أجله ...
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (سورة الذاريات الآية 56)
والتعمق في تفسير حقائق القرآن الكريم ودراستها ومعرفة قراءته بالعربية حتى يتسنى له الحفظ الجيد.
- عملياً: بعدما مرت به قبل إسلامه ظروف اليأس وضعف المعنويات كاد أن يهوي إلى السقوط في الفشل غير أن اتجاه أمه نحوه ساعده كثيرا في الخروج من تلك الوهلة، ولهذا رأى في نفسه بعد إسلامه واستقرار فكره أنه لابد من اجتياز كل الصعاب التي تواجهه، والوصول الى النجاح، وتحقيق الأهداف التي يطمح في الوصول إليها.
- بعد هذه المستجدات التي طرأت على حياة (لامان) وجد لنفسه قيمة في هذه الحياة ويجب العمل من أجل تحقيق الذات. وعلى اثر ذلك كانت المرحلة الجامعية قد انتهت ونال شهادة في خدمة الإسلام.
تأسيس صفحة بالإنترنت
- بعدما أنهى دراسته الجامعية بدأ بتأسيس صفحة بالإنترنت عن الإسلام خاصة به، تشرح وتوضح بعض الأمور والتساؤلات المثيرة عن الإسلام، واكتشاف الشبهات، ووضعها بصفحته. وكان من بينها حقوق المرأة في الإسلام، وكذلك الإسلام، ومفهوم الإرهاب، وهذه النقاط كانت تطرح العديد من الاستفسارات، وقد تفاعل الكثيرون معه واكتسب العديد من الذين يريدون الدخول في الإسلام، وبما انه كان في بداية حياته الإسلامية لم يكن عنده القدرة على الردود والإجابات، فكان يحولها الى الجمعيات الإسلامية في أمريكا (اكنا) وفي بريطانيا وكل هذه الأسئلة أغلبها كيف يمكن لنا الدخول في الإسلام.
الالتحاق بشبكة إسلام اون لاين
- عن طريق علاقته بالمركز الإسلامي ببريطانيا «نيو مسلم اوجيكت» والخبرة التي اكتسبها في هذا المجال وإتقان مهارات الإدخال ووضع البيانات وكثرة العمل في الدعوة الإسلامية. فكان هذا المركز هو همزة الوصل بينه وبين إسلام اون لاين واجتاز الاختبارات وأصبح من خلال ذلك المشروع «داعية إسلامي» وها هو الآن تستضيفه الجمعيات الإسلامية لخدمة مشاريعها في مجال الدعوة بالإنترنت احدث تقدم في أسلوب الدعوة يخدم الإسلام في شتى أنحاء العالم.
نظرة الإعلام الغربي للإسلام كما يراها «لامان»
- الإعلام الغربي بشكل عام يعتمد اعتماداً كلياً على المادة وعلى ما تحتاجه الناس غالباً ما يكون ذلك، أي أنه إذا كانت المعلومات مؤثرة أو قوية ستجذب الناس حولها أكثر، ومن هذا المنطق تعتمد الوسائل الإعلامية الغربية على إثارة السلبيات ناحية الإسلام وتعمد تشويه صورته، فكلما ذكرت الأمور السلبية مضخمة حدث إنجاز أكثر. وهذه هي الفكرة التي يعتمد عليها الإعلام الغربي بالنسبة للإسلام، بمعنى إظهار الإسلام بصورة سلبية.
الصعوبات التي تواجه المسلمين في الغرب
- بالنسبة لي، لم يكن لدي صعوبات أو أي مشاكل بالمعنى والحمد لله، ويذكر «لامان» انه في أثناء اجتماعه مع إحدى المؤسسات في بريطانيا، وأذن المؤذن، ومن ثم قام بالاستئذان وذهب للصلاة، فوجد ترحيباً واحتراماً، ولكن بعض المسلمين يواجهون صعاباً في بعض الدول التي تعارض حجاب المرأة المسلمة. ويفصلون الدين عن مجال العمل، سواء كان في العبادة او في الفكر أو أي مجال آخر لذلك فإن المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب يفصلن عن العمل دون تعارض، وبعضهن تم فصلهن من العمل والقانون ردهن مرة أخرى من خلال ذلك المبدأ.
الاسم بعد الإسلام: كما هو
العمر: : 35 عاماً
الجنسية: بريطاني
الديانة السابقة: المسيحية
الوظيفة: داعية إسلامي بالإنترنت
مكان العمل: مركز إسلام أون لاين
المصدر موقع :
[/size]