بسبب الطرح الجريء حين ميسرة يثير الجدل بين النقاد والسينمائي

زائر

مشهد من فيلم حين ميسرة
لازال فيلم »حين ميسرة« للمخرج خالد يوسف والمؤلف ناصر عبدالرحمن الذي يتناول حياة سكان العشوائيات وكيف أصبحوا ضحايا للفقر والجهل والمرض يثير حالة جدل خاصة أن يتنبأ الفيلم أيضاً بانفجار العشوائيات في وجه النظام.. بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها السكان وعدم إحساس المسئولين بهم ويناقش الفيلم العديد من القضايا مثل صراع الأفراد مع الشرطة ومأساة أولاد الشوارع والشذوذ الجنسي.. ولا شك أن هذا الجدل له مدلول في السينما نحو الواقعية من جديد، وقد رصدت الوكالة الفرنسية آراء عدد كبير من السينمائيين النقاد في الفيلم وما تضمنه من موضوعات جريئة.
يري المخرج السينمائي داود عبدالسيد أن الفيلم أفضل من غيره من الأفلام من حيث تطرقه لموضوع العشوائيات دون الخوض في الجانب الفني، خصوصاً أنه من الضروري جذب الانتباه إلي الأزمات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع المصري بدلاً من الأفلام التي ليس لها مضمون.
في المقابل اعتبرته جريدة أسبوعية أن سيناريو الفيلم لم يجسد جيداً واقع الشخصيات المعاش وأحلامها المؤجلة وآمالها التي لا تتحقق.
وأشارت إلي أنه قدم صورة نمطية للبطل الذي يقوده الفقر والفقر، وكذلك الإذلال وتعذيبه من قبل الأجهزة الأمنية بالضرورة إلي الانضمام إلي الجماعات الإسلامية، وكذلك للفتاة القادمة من الريف التي تجبر علي الانحراف.
ورأت أن الفيلم يعتبر استغلالاً لحالة إنسانية قدمت بشكل فج وعلي أساس تجاري، حيث يتضمن الكثير من الإيحاءات الجنسية ويتطرق إلي العلاقات الشاذة.
وشاركت في الرأي الناقدة مني الغازي معتبرة أن هناك فشلاً في النص السينمائي من حيث القفزات الزمنية المفككة للحدث الدرامي وضعف روابطها إلي جانب تدني لغة الحوار التي تتناسب مع شخصيات مثل الشخصيات التي كتبها المؤلف.
من جهة أخري رفض الناقد سيد محمود »التسلسل التاريخي الذي اتخذه الفيلم من ربطه العشوائيات بالفترة الزمنية الأخيرة من حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات وخليفته حسني مبارك معتبراً أن العشوائيات وترييف القاهرة مسئولية فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر«.
بناء علي فكرة جاهزة شمولية تحدد لجمهور السينما رؤية المخرج التي قدمت بطريقة فجة »مقارنة بأفلام سابقة تعاملت مع العشوائيات بطريقة فنية جميلة بعيدة عن الفجاجة التي تعامل بها الفيلم مع هذا القطاع من المجتمع«.
وأورد علي سبيل المثال فيلم داود عبدالسيد الجميل »سارق الفرح« الذي كان لشخصياته وأحلامهم وتاريخهم بعد جمالي فني والذي شكل تحذيراً مبكراً ومهماً للمجتمع من تزايد هذه الظاهرة، إلي جانب فيلم »أحلام هند وكاميليا« لمحمد خان و»ليه يا بنفسج« لرضوان الكاشف قبل أكثر من عشرة أعوام من ظهور فيلم خالد يوسف.
من جانبها انتقدت الناقدة علا الشافعي »الرقابة علي المصنفات الفنية لعرض فيلم بمثل هذه الفجاجة دون تحديد الفئة العمرية التي يمكن لها أن تحضره«.
وأوضحت: رغم عدم موافقتي علي تدخل الرقابة إلا أن الرقابة في كل العالم تحدد العمر المسموح له بمشاهدة نوعيات محددة من الأفلام.
ويتطرق الفيلم إلي حياة سكان العشوائيات من خلال أربعة محاور أولها الفقر الذي يعيشونه وانسداد أفق المعيشة من خلال عائلة عمرو سعد وهالة فاخر، والثاني يتعلق بالفتاة الريفية »سمية الخشاب« التي ترغم علي العمل كبائعة هوي وراقصة. والمحور الثالث: حياة أطفال الشوارع من خلال الطفل الذي أنجبته سمية الخشاب من علاقتها بعمرو سعد الذي ألقت به إلي الشارع لضيق ذات اليد. والمحور الرابع: تعامل رجال الأمن مع أهالي العشوائيات في صراعهم مع الجماعات الإرهابية وتعذيبهم المواطنين دون وجه حق.
ويقول خالد يوسف إن هذا الفيلم من أهم أفلامي وأعتبره فيلمي الأول مع اعتزازي بأفلامي السابقة.
من جهته اعتبره المؤلف ناصر عبدالرحمن بداية ثنائي يقترب من تجربة المخرج الراحل عاطف الطيب وكاتب السيناريو بشير الديك في إشارة إلي إحدي أهم التجارب الناجحة في السينما الواقعية في مصر

اشكرك مصطفى على موضوعك الجميل تقبل مرورى وعايزين اكتر