التعذيب فى السجون

لماذا اختفت ­ أو كادت تختفي ­ 'هوجة' أخبار إساءة معاملة أو تعذيب بعض المواطنين بواسطة ضباط الشرطة؟
هل كانت حملة مقصودة ­ ومغرضة ­ للإساءة إلي جهاز الشرطة في مصر وإلي وزير داخلية مصر السيد حبيب العادلي؟
هل كانت بعض الصحف تنشر هذه الأخبار 'بحسن نية'.. ودون غرض سوي البحث عن الاثارة والسبق الصحفي والسلام؟!
هل تعمدت 'بعض' الصحف المبالغة في نشر هذه الأخبار. بهدف تصوير رجل الشرطة المصري علي أنه وحش مفترس. ينتهك آدمية المواطنين. ولا يعترف بحقوق الانسان؟


القضية علي كل الأحوال لم تكن ولن تكون بسيطة. وهي تحتاج إلي دراسة وبحث، لبحث أسرارها. لكن المؤكد أن هناك قوي خفية وراء هذه الحملة. وأن هدف هذه القوي لم يكن مجرد تشويه صورة رجل الأمن المصري. أو الاساءة الي السيد حبيب العادلي وزير الداخلية.
الهدف بكل وضوح وصراحة كان: الإساءة إلي مصر!
لأن كل من شاركوا في هذه الحملة المغرضة، تحت شعار 'حقوق الإنسان'. لم يجرؤ واحد منهم علي الاشارة من قريب أو بعيد. إلي التجاوزات الفاضحة وعمليات التعذيب التي تجري في أقسام الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية أو سجونها العادية. وليس فقط معتقل جوانتانامو. الذي تداس فيه حقوق الانسان بأحذية الجنود الأمريكيين.
والم المؤسف أن يصدر تقرير من الخارجية الأمريكية بشأن حقوق الإنسان ينتقد وبشدة مصر. بزعم أنها لا تراعي حقوق الإنسان. بينما يتجاهل هذا التقرير تماما التجاوزات المرعبة لرجال الشرطة الأمريكيين في حق المواطنين الأمريكيين.
تجاهل تقرير الخارجية الأمريكية 'كليب الفيديو' الأمريكي الذي يروي بالصورة والصوت قصة ضرب وتعذيب المواطنة الأمريكية 'أنجيلا جاربارينو' ­ 42 سنة ­ التي تعرضت للتعذيب والضرب المبرح في مركز شرطة أمريكي. وداخل غرفة الاستجواب من ضابط الشرطة الأمريكي 'ويلي ويلز'. بزعم أنها كانت تقود سيارتها تحت تأثير الخمر!
لقد شاهدت هذا الفيديو بعيني ورأيت كيف رفض ضابط الشرطة الأمريكي أن تتصل انجيلا بمحاميها. وكيف حاول تكبيلها بالقيود الحديدية بالقوة. ثم كيف اعتدي عليها بالضرب المبرح. حتي تدخل ضابط آخر وتم نقلها الي المستشفي مصابة بكسر في الأنف وعظام الوجه. هذا غير كدمات في كل أنحاء جسمها.
وتلك لم تكن جريمة التعذيب الأولي التي ارتكبها ضابط الشرطة الأمريكي ويلي. لكنه سبق اتهامه بضرب شاب أمريكي بالمسدس علي رأسه. وهدد أسرته بالقتل.
ولم تكن هذه أيضا هي فضيحة التعذيب الوحيدة لضباط الشرطة الأمريكيين. إن 'موقع يوتيوب' علي شبكة الانترنت يعرض كليبات فيديو لسيدات أمريكيات تعرضن للتعذيب وإساءة المعاملة علي أيدي رجال شرطة أمريكيين.
هناك مثلا قصة ضابط الشرطة الأمريكي 'مايكل ويلمر' الذي قبض علي امرأة كانت تحمل طفلها الذي لا يزيد عمره عن سنة واحدة. وكان قد اشتبه في أنها تحمل مخدرات. وبكل برود ضربها 'بالصاعق الكهربائي' ليشل حركتها متجاهلا انها تحمل طفلا صغيرا.
وهذا يحدث في أمريكا التي تمول جمعيات حقوق الإنسان إياها.. والتي تتهم مصر بتجاهل حقوق الإنسان!
*****ولا أحد في مصر يقبل أن يتم انتهاك حقوق أي إنسان مصري. ولا أحد ينكر أنه قد حدثت بعض التجاوزات من بعض صغار الضباط. لكنها حالات فردية.
وهناك حقائق لا يستطيع مخلوق أن ينكرها:


ان وزير الداخلية حبيب العادلي يأمر بنفسه بالتحقيق في أي حالة تجاوز. بل انه يطلب سرعة اتخاذ اجراءات التأديب داخل الوزارة وحتي قبل أن تبدأ الجهات القضائية تحقيق واقعة التجاوز.


ان حالات التجاوز مهما قيل فهي قليلة. وليست شيئا كبيرا أمام التضحيات التي يبذلها رجال الشرطة في مصر كل يوم وكل ساعة لتحقيق الأمن والاستقرار.


ان ضباط الشرطة هم أبناؤنا واخواتنا. وهم مصريون وكل منهم له عائلة مصرية. وهم ليسوا مرضي نفسيين أو معقدين. بل انهم يقومون برسالة وطنية.


ان طلاب الشرطة يدرسون حقوق الانسان. وكثير منهم حاصل علي
الدكتوراة في حقوق الانسان. وهناك نماذج مشرفة تؤدي عملها بكل إنسانية.


ان وزارة الداخلية ­ رغم ذلك ­ أعدت خطة جادة لتأكيد مفهوم حقوق الانسان، وهذه الخطة التي نفذتها إدارة العلاقات العامة والاعلام بوزارة الداخلية.. وبإشراف مديرها اللواء حمدي عبدالكريم. وتشمل عقد محاضرات وندوات لكبار المختصين وخبراء حقوق الإنسان في مصر والعالم. ويحضر هذه الندوات في كل محافظات مصر. كل ضباط الشرطة وأفرادها من أول مدير الأمن إلي العسكري نمرة واحد.
ولقد نجحت هذه الندوات في تأكيد إنسانية وفكر رجال الشرطة في كل أنحاء مصر. من مطروح حتي محافظة الوادي الجديد. وقد كان لي هذا الاسبوع شرف حضور الندوة التي عقدت في محافظة الوادي الجديد وحضرها السفير أحمد حجاج عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان.
وفي طريقي من مكان الندوة ­ بعد انتهائها ­ إلي مطار الوادي الجديد. وكانت الشوارع شبه خالية من المارة والسيارات. لاحظت أن سيارة تقف أمام إشارة المرور الحمراء، حتي تصبح خضراء. رغم خلو الشارع تماما.
وسألت فعرفت أن السيارة يستقلها اللواء أحمد خميس مدير أمن الوادي الجديد!
ان مدير الأمن الذي يحترم قانون المرور الي هذا الحد.. لا يمكن أبدا أن يتجاوز ضباطه وجنوده قانون حقوق الانسان.
والله يكون في عون مصر. التي يسيء إليها أعداؤها.. وبعض أبنائها.
يا ريت كلنا نتقي الله في بلدنا!