متى يكفر تارك الصلاة؟

زائر

قرات اقوال العلماء في حكم تارك الصلاة فمنهم من كفر من ترك فرضا واحدا عامدا و علقت في المساجد فتوى لأحد مشائخنا الكرام تقول بان من قام بتوقت الساعة على الدوام و لم يوقتها على الصلاة متعمدا فهو كافر و منهم من قال بعدم كفرة و لو تركها مطلقا مستدلين بحديث اخرجو من في قلبه مثقال ذرة و ما في معناها من احاديث و كل الأقوال محترمة و لكنها غير معصومة فمالذي تدينون الله به في مسألة كفر تارك الصلاة مع حاجتنا الماسة لتفضلكم ببسط المسألة بسطا شاملا تستوعبون فيه الحالات و الأحكام لكثرة تردد السؤال و اهمية الصلاة و مكانتها العضيمة؟

بسم الله
الحمد لله. ليس هنالك داعي لأن أبسط القول في حكم تارك الصلاة لأن الكثير والسائل أحدهم قرأ في هذا الموضوع
ما فيه الكفاية ,إلا أن الذين كتبوا في هذا الموضوع لم يتفطنوا إلى سر المسألة .
وسر المسألة هو قول النبي صلى الله عليه وسلم (بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة).
وحديث (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).
والسؤال:ما وجه الشبه بين الكافر الأصلي وبين تارك الصلاة مع أنه يقر بالشهادتين ويقر بوجوب الصلاة أيضا.؟
إذا عرفت الجواب عرفت حكم تارك الصلاة بالدليل القطعي .(فيما أرى).
لذا :نقول .الناس في ارتباطهم واتصالهم بالله تعالى ثلاثة أقسام:
1-قسم مرتبط بالسماء متصل بالله تعالى فإسلامه الذي يوجد في الأرض توصله صلاته إلى الملكوت الأعلى فيكون لإسلامه
قيمة علوية وأرضية .
2-قسم غير مرتبط بالسماء غير متصل بالله مقطوع العلاقة بالله تعالى فإسلامه الذي يوجد في الأرض لا يصل إلى السماء
فيكون إسلامه ليس له قيمة علوية بل قيمة إسلامه أرضية فلا فرق بينه وبين الكافر الأصلي أو المرتد من حيث قطع العلاقة
بالله تعالى ,ولكنه يفارق الكافر الأصلى والمرتد بأن لإسلامه قيمة أرضية يحقن بها دمه وماله .
3-قسم في منزلة بين المنزلتين (يصلي ويخلي)فالحرب بينه وبين الشيطان سجال ,والاتصال بالله تعالى ضعيف ومذبذب
فتارة يقوى وتارة يضعف وتارة ينقطع تماما وتارة يعود وهكذا في تأرجح فيكون إسلامه في السماء له قيمة ضعيفة
وذلك لضعف الاتصال بالله تعالى .
ومن خلال هذه النظرة يتبين لنا أن الناس في الصلاة ثلاثة أحوال:
1-قسم يصلي فهذا المؤمن.
2-وقسم تركها بالكلية فهذا يكفر في الباطن دون الظاهر حتى يصدر عليه حكم من القاضي بتكفيره ظاهرا وباطنا
حتى تطبق عليه لوازم القول بتكفيره في الظاهر .
وقبل الحكم بتكفيره في الظاهر يصح زواجه وانكاحه وإذا مات صلي عليه ودفن في مقابر المسلمين الى غير ذلك
من الأحكام التي يعامل بها أهل الإسلام.
3-قسم يصلي ويخلي فهذا لايزال على إسلامه إلا انه على خطر عظيم .
ومن الأدلة التي ترشدك إلىهذا التفصيل قوله صلى الله عليه وآله وسلم (خمس صلوات كتبهن الله علىعباده من أتى بهن بتمامهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عهد عند الله إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة).رواه أحمد وغيره.
ومن الأدلة على ذلك أيضا التواتر العملي .
فلا يزال المسلمون يورثون ويرثون ويزوجون ويتزوجون من تارك الصلاة بل ويصلون على تارك الصلاة ويدفنونهم في مقابر المسلمين.
وأما من قال من أهل العلم بأنه يكفر بترك صلاة واحدة فهو على تفصيل:
1-إن قصد بهذا الحكم التخويف والتحذير فهو من السياسة الشرعية ومن التربية فيكون قوله صحيحا على هذا التأويل.
2-وإن قصد بكلامه أنه يكفر على الحقيقة فقائل ذلك مجانب للصواب لأنه يلزم عليه لوازم شنيعة قد لاينجو منها أحد .
هذا ما نراه راجحا في المسألة.والله وحده أعلم بالصواب.

زائر

اللهم احسن اعمالنا واحفظنا بصلاتنا وقوى امانا بيك

وارحمنا يوم العرض عليك

تقبلى مرورى نسمه الربيع