قلوب الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  التسجيلالتسجيل  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  عالم الاغانىعالم الاغانى  سماحه الاسلام وارهاب الغربسماحه الاسلام وارهاب الغرب  

 

 حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر Empty
مُساهمةموضوع: حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر   حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر Icon_minitime2008-03-10, 8:19 pm

وهذه هي قصة شخصين أحبا في عصر الهدوء والأمان حلما بالسعادة الأبدية ولكن مع دخول العدو، سُحِقت أحلامهما، فرقهما الزمان ، أبعدهما المكان،حرمتهما الحياة من العيش بهناء وأمان، فحفظ كل منهما الوعد واليمين، لم تستطع بنادق العدو أن تمحو حبهما الصادق بل أظهرت معنى الإخلاص،الصدق،والتضحية هي قصة حب في زمن الحرب...

كان اللقاء في إحدى المكتبات العامة قبل دخول الاحتلال بعشر سنوات، كانت (سعاد) تبلغ من العمر ثمانية عشر ربيعا، رغم صغر سنها إلا أنها قد أبصرت الحب باكرا، كانت شديدة الانتماء للوطن كانت مؤمنة بأن الوطن ثروة لا تقدر بثمن، نعمة عظيمة وهبنا الله إياها، كانت مهتمة بكل ما يخص الأرض التي نشأت عليها، اهتمت بدراسة تاريخها، وبذلك اليوم كانت (سعاد) تبحث عن كتاب يدور حول تاريخ وطنها هناك التقت بفارس أحلامها المنتظر (عمار). الذي كان يبلغ من العمر عشرين عاما، كان يود الالتحاق بالمقاومة أحب أرض الوطن وتعلق بها، كان كثير الارتياد إلى المكتبة العامة ليقرأ كتب التاريخ، وفي ذلك اليوم شاءت الأقدار أن يلتقيا وكما وقعت أيديهما على الكتاب نفسه تلاقت أعينهما وضاعا في بحر صاف كقلبيهما اللذين كانا شاهدين على ولادة حب في زمن صعب.. زمن كثر فيه قتل الأنفس.

إنه الحب في زمن ضائع... وهكذا بدأت قصة الحب بينهما، تعاهدا أن لا يفرقهما شيء سوى الموت، إنهما متفقان في كل الآراء، كل شيء مشترك بينهما حتى الأحلام، عثرا على حب يساوي حبهما للوطن.. واكتملت فرحتهما بزواجهما بعد قصة حب لربما هي اقرب إلى الخيال دامت لمدة أربعة أشهر، أنارت الحياة أمامهما كل الدروب، وقف الحظ والقدر إلى جانبهما، فعاشا بأمان وحب، أحبا الحياة وتعلقا بها، فكل منهما يعيش لأجل الآخر، كانت تحاول بكل الطرق أن تدخل البسمة إلى قلب (عمار) وهو أيضا كان يسعى لإًرضائها، خططا لمستقبل منير مليء بالأحلام ، مرت السنوات وأصبح لديهما خمسة أطفال، لم يكونا مجرد آباء بل إخوة و أصدقاء، أظهرا المعنى الحقيقي للأبوة ليكبر الأطفال ويصبحوا رجال المستقبل.. ولكن وبين ليلة وضحاها، شوارع المدينة نائمة، مطمئنة وهادئة، مطفأة الأنوار، غاصت الشوارع بمياه الأمطار، لا أحد يعرف ما تخبأه لهم الأقدار، تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل حيث سقط أول وابل من الرصاص والصواريخ الإسرائيلية المدمرة، أشعلت الحرائق في كل الطرقات، دمرت البيوت وقتلت ساكنيها، ولم يبق سوى بقايا من أجساد ومنازل، ظهر الصباح لتعود طائرات العدو لتعيد الكرة ذاتها فدمرت ما تبقى، كانت الساعة السادسة والنصف حيث بدأت المقاومة بترتيب صفوفها وتجنيدها، حيث كان (عمار) ما يزال نائما مستغرقا بأحلام وردية تناثرت مع الصباح فقذائف العدو لم تصل إليهم بعد، استيقظ على صوت رنين الهاتف، كلا بل على صوت قنابل العدو القادمة من بعيد، رفع السماعة إنهم من المقاومة يدعونه للالتحاق بهم مرسلين له حافلة تنتظره بالخارج، كانت زوجته (سعاد) تسترق السمع وهي على فراشها، وفي حينها سقطت أول دمعة على وجنتيها، دمعة امتزجت بها آلام السنين، نقشت مكان جريانها اسمه، أدركت في تلك اللحظة أن كل شيء قد انتهى، انتهى زمن السعادة، فأعلنت الحداد، وإن صح القول توقفت الحياة، أغلق (عمار) سماعة الهاتف، وبكل هدوء ورباطة جأش،أخرج ملابسه وارتداها، أعتقد بأنها ما تزال نائمة، كيف تغفو ويغمض لها جفن وقد هرب الوسن من عينيها بعد ما سمعته، كيف تغفو والحب منذ هذه اللحظة أصبح بعيدا عن حياتها، كيف للمحب راحة بعد من يحب، ثم مشى إلى السرير وطبع قبلة على جبينها ووضع بطاقة كان سيقدمها لها لولا الحرب في ذكرى زواجهما، وكذلك وضع معها إحدى روايات شكسبير التي كانت شاهدة على حبهما، تلك الرواية التي كتبا اسميهما عليها يوم التقيا.. ثم تابع سيره، لم يسر إلا خطوات وإذ بصوت أجش مختنق من الخلف يناديه (عمار):

-أهكذا الوداع، التف بلمح البصر إلى الخلف ممسكاً بيديها قائلا: إن الوطن طلبني، أأرفضه،أندع العدو يدمر كل ما بنيناه، أنتركه يقضي على كل فرح في حياتنا ، أهذا هو انتمائنا للوطن، أأصبح حب الوطن كلمات نلقيها على مسامع الناس في لحظات الرخاء، وعندما يحتاجنا الوطن نهرب من واجب مفروض علينا. قالت والدموع تملأ أحداقها:

كلا، للأرض نبذل الرخيص والغالي ولكن لِمَ الآن؟ ولِمَ أنت؟ مازال لدينا أيام نقضيها، مازال لدينا أحلام نبنيها...

صمتت قليلا لتستوعب ما يدور حولها، فلقد كانت صدمة قوية: هل ستعود، هل سوف أراك ثانية، هل سنحيي ذكرى زواجنا، لقد اقتربت، فقال (عمار):

- لا أعلم، ربما أكون من شهداء الحرب وألقاكِ في جنات الخلد، ولربما أعود منتصراً رافعاً علم بلادي في السماء يخفق..

ردت عليه بعد أن استجمعت قواها التي انهارت: - أتمنى أن تعود سالماً غانماً إلي، فأفخر بك كما كنت دائما.

وبعد احتضان في مشهد وداع دام لدقائق قليلة واستمر حزن بعده لسنوات، مشهداً لو أن للصخور قلب لنفطر، تركها كي لا يطيل عذابها قائلا:

- أستودعك الله ، لديك خمسة أشبال علميهم كيف يكونوا اسوداً في وجه الظلم، لا تنسي الوعد، اذكريني إذا حل المساء، اذكريني فالذكرى راحة ووفاء، اذكريني فالذكرى للعاشق شفاء، اذكريني فالنسيان شقاء، اذكريني وهذا رجاء.

وهم بركوب الحافلة: سأحبك حتى تحترق النجوم، سأحبك حتى يخفت ضياء الشمس ويخسف بريق القمر سأحبك وهذا قدري ...

وبسير الحافلة تحطمت كل الأحلام التي سهرت ليالي تحلم بتحقيقها، لم تبقِ لها الحياة سوى صوره وذكراه الخالدة في قلبها وخمسة أطفا ل، وحيدة لا تعلم ما ينتظرها، في مشوار الحياة الطويل.

وبعد أيام حدثت العديد من الاشتباكات مع قوات الاحتلال، أسفرت عن الكثير من الشهداء، كل شيء في ارض السلام تحول إلى دمار، فالسماء تحتلها الغربان وغيوم سوداء من الدخان الأسود، المنازل هُدِمت فوق رؤوس قاطنيها، حتى الشوارع الآمنة لم تعد كما كانت فأصبحت جريحة ليس لها آسي سوى وقف إطلاق الرصاص.
مرت الأشهر و الأعوام كانت (سعاد) في كل ليلة تجلس لإحياء ذكرى زوجها المسافر البعيد لم تكن تعلم ما الذي حل به فهو غائب منذ سنتين ولم يرسل لها ليطمئنها، كانت تخشى أن يصيبه مكروه، كان كلما راودها ذلك الخاطر، فاضت عيناها، وبدأت دموعها تسيل كأنها المطر، كانت في بعض الأحيان تحقد عليه، غاب وتركها ولم يعد حتى لإحياء ذكرى زواجهما، ولكن سرعان ما تجد له عذراً، تواسي نفسها بقولها:

- سيعود ونعيد أيام الحب، سيعود وإن طال البعد. وكما يقال لا ينام الملسوع من ألمه وهي كانت في حالتها لأشد من الملسوع وكيف تجد لذة في النوم وهناء وزوجها بعيد، الكل تخلى عنها حتى أهلها ،والحياة..

واستمرت الأحداث الدامية من جرائم، مذابح، عقوبات، ,إعدام، وفي صباح يوم الأربعاء قذفت قوات الاحتلال العديد من القنابل على قوات الجيش في خيامهم على الحدود حيث هناك عُين (عمار) وشاء القدر بأن ينجو من موت محتم لتحط به الحياة في دوامة أشد ألماً من الموت. اعتقدوا بأنه قد قُتِلَ فلم يحركوا أي ساكن.
نسمه الربيع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sawsan
العضو المميز
العضو المميز
sawsan


عدد الرسائل : 264
العمر : 49
نشاط العضو :
حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر Left_bar_bleue25 / 10025 / 100حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر Right_bar_bleue

مزاجى : حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر 9jer10
الدوله : حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر Lybia10
رقم العضويه : 19
المنح : حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر Wsm410
تاريخ التسجيل : 25/11/2007

حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر   حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر Icon_minitime2008-03-28, 9:59 pm

القصة التي بين ايدينا عبارة عن صرخة مدوية توضح قوة الزوجة لزوجها المناضل في سبيل الله دفاعا عن الوطن
كما تبين لنا فضل الله وكامته عليهما بالاطفال الخمسة في حياتهما لتستطيع الزوجة ان تكمل مشوارحياتها هم حقا بمثابة كنز وثروة حقيقية بعد رحيل زوجها
هي فعلا قصة جميلة لها تاثير كبير بالرغم من حسن جمالها وعواطفها التي تحولت فجاة بعد استقرارهم النفسي والحياة الاجتماعية الهنيئة المليئة بالحب
الى دموع واحزان وقلق على مصير اناس خسروا ارواحهم وارزاقهم اعز ناس اليهم لتحرير الوطن
والمهم من وراء هذه القصة هو التزام الزوج بالدفاع عن كرامة وطنه بما فيه خير لمستقبل بلاده يوحي بانتصاره ليحقق راحة البال والسلام لموطنه
انه حب حقيقي وشجاعة رجولية عالية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حين يتحطم القلب وتذوب شموع الصبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلوب الخير ::  اشعار وخواطر ::  القصص والرويات-
انتقل الى: