سيدة نساء العالمين في
زمانها .. البضعة النبوية ، والجهة المصطفوية ، أم أبيها [ هذه كنيتها ] ،
بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، القرشية الهاشمية ، وأم
الحسنين .
- مولدها قبل المبعث بقليل ، وتزوجها الإمام علي بن أبي طالب في ذي القعدة ، أوقبيله ، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر .
- وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها ، ومناقبها غزيرة .
-
وكانت صابرة دينة خيرة صينة شاكرة لله . وقد غضب لها النبي صلى الله عليه
وسلم لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغاً من خطبة بنت أبي جهل ، فقال
: ( والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني ،
يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها ) فترك علي الخطبة رعاية لها ، فما
تزوج عليها ولاتسرى ، فلما توفيت تزوج وتسرى ، رضي الله عنهما .
- ولما
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنت عليه ، وبكته ، وقالت : يا أبتاه
إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه أجاب رباً دعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه .
- وقالت بعد دفنه : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
-
وقد قال لها في مرضه : إني مقبوض في مرضي هذا . فبكت . وأخبرها أنها أول
أهله لحوقاً به ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة . فضحكت ، وكتمت ذلك . فلما
توفي صلى الله عليه وسلم سألتها عائشة ، فحدثتها بما أسر إليها .
-
وقالت عائشة رضي الله عنها : جاءت فاطمة تمشي ، ما تخطئ مشيتها مشية رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فقام إليها وقال : ( مرحباً بابنتي ) .
- توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو نحوها . وعاشت أربعاً أو خمساً وعشرين سنة .
- وقد انقطع نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من فاطمة .
-
وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء ، وقال
: ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم فأذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيراً ) .
- عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار ) .
- وكان لها من البنات : أم كلثوم ، زوجة عمر بن الخطاب ، وزينب ، زوجة عبدالله بن جعفر بي أبي طالب .
-
وعن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً
برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها
فقبلها ورحب بها ، وكذلك كانت هي تصنع به .
- وعن عائشة قالت : عاشت
فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر ، ودفنت ليلاً . قال الواقدي
: هذا أثبت الأقوال عندنا . وقال : صلى عليها العباس ، ونزل في حفرتها هو
، وعلي والفضل .
المصدر : نزهة الفضلاء 1/116