كبشة بنت رافع واحدة من المسلمات المجاهدات اللاتي رافقن الرسالة النبوية الشريفة منذ أن أشرقت أنوارها في المدينة المنورة.
-
وهذه الصحابية الجليلة قدمت للإسلام خدمات عظيمة، ففي بيتها ترعرعت نواة
الإسلام ، ومن ثنايا دارها فاحت روائح الطيب في المدينة المنورة كلها ،
فانتشر فيها الإسلام ، فكانت بركة وخيراً في الدنيا كلها.
- وهذه الصحابية الكريمة هي أم سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته. نعم هي أم من حكم بحكم الله من فوق سبع سموات.
- وكانت كبشة زوجة لمعاذ بن النعمان من بني الأشهل، وقد ولدت له سعداً وعمراً وإياساً وأوساً وعقرب وأم حزام.
-
أسلمت كبشة ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لها أثر كبير في
تاريخ نساء الإسلام ، وقد أثرت التاريخ بمواقف رائعة جعلتها من الأوائل في
عالم نساء الصحابة ، فما أن سطعت شمس الهداية ، وأشرقت المدينة بنور
الإسلام حتى سارعت كبشة – أم سعد – لتساهم بدورها في نصرة الإسلام مهما
كلفهاذلك من ثمن.
- لقد كانت أم سعد رضي الله عنها من السابقات في
مضمار الخير ، حيث كانت أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم مع أم عامر
بنت يزيد بن السكن ، وحواء بنت يزيد بن السكن.
- ولقد كان لها رضي الله
عنها وقفات إيمانية تدل على جهادها وصبرها ، فقد خرجت في غزوة أحد مع من
خرج من النساء ينظرن إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم – بعد أن
وردت الأخبار إلى المدينة باستشهاد عدد من المسلمين ، وكان من بينهم ابنها
عمرو بن معاذ رضي الله عنه لكن الأم المجاهدة كانت ترجو سلامة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وأقبلت مسرعة نحو أرض المعركة ، فلما علمت بسلامة
رسول الله صلى الله عليه وسلم حمدت الله تعالى واعتبرت مصيبتها هينة.
- وكان عمرو بن معاذ رضي الله عنه يجالد في صفوف المشركين حتى لقيه ضرار بن الخطاب فقتله وكان يومئذ ما يزال على شركه.
-
ومن مواقف الصبر والجهاد لهذه الصحابية الجليلة موقفها يوم الخندق حين
كانت مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما في حصن بني حارثة ، وقد كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين خرجوا إلى الخندق قد رفعوا
الذراري والنساء في الحصون مخافة العدو عليهم ، قالت عائشة رضي الله عنها
: فمر سعد بن معاذ وعليه درع مقلصة – قصيرة – قد خرجت منه ذراعه كلها ،
وفي يده حربة يرفل بها وهو يرتجز بيتاً من الشعر لحمل بن سعدانة الكلبي
ويقول :
لبثت قليلاً يشهد الهيجا حَمَل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل
فقالت
أم سعد رضي الله عنها : الحق يا بني فقد والله أخرت ، وبهذه الكلمات تظهر
لنا شجاعة أم سعد وحرصها على ابنها أن لا تفوته لحظة دون أن يحظى بمعية
رسول الله صلى الله عليه وسلم .صور من سير الصحابيات ، ص129