بالعربي

تجيد أمريكا المقامرة واللعب بالأوراق.. ويبدو أن هذه الصفة تراث متأصل في التركيبة الأمريكية التي برعت وانفردت بأكبر مدن للقمار في العالم و"لاس فيجاس" أكبر شاهد علي ذلك ولأنهم أصحاب الابتكار نشروه في شتي انحاء العالم وضحكوا علي الشعوب بوهم الثراء والقوة.
ولكن هناك من يتساءل مال القمار والسياسة؟ وأجيب وهل هناك فرق.. وإذا وجد فهو ليس كبيراً ودليلي علي هذا ماتفعله أمريكا في خريطة السياسة الدولية.. فهي تناور.. وتحاور وتغش وتخدع لتفوز في النهاية.
ولأنها تملك أوراق اللعب من البداية وتستطيع أن تنهي اللعبة في أي وقت تشاء إلا أنها لا تستخدم هذه الأوراق إلا في الوقت المناسب ومثال ذلك ماخرج به الكونجرس الأمريكي مؤخراً من ادانة تركيا في مذابح الأرمن ولماذا سكتم كل هذا الوقت إذا كان الأمر حقيقياً كما تقولون؟
لأن ورقة الإدانة أو البراءة تخرج وقت اللزوم.. وتختفي في الأدراج لوقتها ولكنها لا تموت أبداً.. فدائماً الساسة في حاجة لها.
ابادة الأرمن.. نعم هي جريمة في حق البشرية ولكن لماذا يا أهل العدالة والديمقراطية والمساواة والحرية لاتتكلمون عن إبادة الشعوب العربية لماذا لا تتكلمون عما فعلته إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وهناك ملفات كثيرة عن تلك المذابح وإبادة قري بأكملها مثل دير ياسين؟. كنا نشرنا بعضها في "حريتي" ولعل صابرا وشاتيلا وجنين وقانا مازالت صوراً حية قريبة للذاكرة الإنسانية.
لماذا لا تذكرون مايحدث الآن في العراق.. مذابح الرمادي والفلوجة وقتل المدنيين العزل وهدم الدور علي رءوس ساكنيها اثناء نومهم بمن فيهم الأطفال والنساء والعجائز.
لماذا تنسون مافعلته الأيدي القذرة للقوات الصربية بحماية منكم أيها الغرب والمقابر الجماعية وجرائم التطهير العرقي والديني لأهل البوسنة العزّل وماذا عن كوسوفا؟.
وماذا أيضاً عن ابادتكم أنتم الأمريكان لأهل بلدكم الأصليين من الهنود الحمر؟.. هل تذكرون مافعلتم بهم.. لتسلبوا أرضهم؟. لا تتكلموا عن الإبادة والقتل والوحشية وأيديكم ملطخة بدماء الأبرياء.. وألقوا أوراقكم كاملة.. حتي لو فزتم مرة ومرات لكن النصر في النهاية لن يكون لكم.. فهي سنة الله في الأرض ولن تجدوا لها تبديلاً.